أهالي ضحايا إنفـــــجار المرفأ مرتابون من حادث عرضي ينتهي بتعويض

هو ارتياب أكثر من مشروع تحت مسمى “الرد وكفّ اليد” يعيش أهالي ضـــــحايا وشهـــــداء انفجـــــار مرفأ بيروت لحظاته الأليمة، بفارغ الصبر والدموع،

 

منذ أربعة عشر شهراً بالتمام والكامل، خشية من أن تتحوّل “جريـــــمة النيـــــترات” التي حصدت أرواح ٢١٨ ضحيـــــة وتسبّبت بجـــــرح الآف الأشخاص وإعاقة عدد منهم الى مجرد “حادث عارض” لا يستدعي سوى التعويض من شركات التأمين.

 

في هذا السياق، يشير مصدر حقوقي الى مبدأ “التعويض الكامل المعادل للضرر” الذي يطرح إشكالية تطبيقه عملياً على وقائع الإنفـــــجار- الكارثـــــة الذي هزّ العاصمة في الرابع من آب ٢٠٢٠،

 

لا بل إستحالة هذا التطبيق لأنه لا يمكن تعويض ما لا يمكن التعويض عنه أي فقدان الإنسان، علماً أن التعويض عن الضرر المادي هو حق أساسي وضروري لحماية المصالح المغطاة بموجب القانـــــون.

 

في هذا الإطار، يستذكر المصدر الحقوقي ما قام به وزير الإقتصاد والتجارة السابق راوول نعمة عندما تم تسريب مستند صادر عنه في نيسان الماضي يطلب فيه، عبر وزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم،

 

من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار إصدار تقرير رسمي يُخرج الأعمال الحربيـــــة والإرهابـــــية من دائرة الأسباب التي أدّت الى وقوع الإنفـــــجار،

 

ما يعني عملياً إلغاء واحدة من الفرضيات الثلاث التي كان يعمل القاضي البيطار على ثبوت إحداها قبل تجميد التحقيق الأسبوع الماضي.

 

يومها قامت الدنيا ولم تقعد على الوزير الذي ارتدى “لبوس قاضي التحقيق” وحمل مطرقته، فاجتهد وأصدر هذا القرار الملتبس ليعود ويبرّر أن الهدف من طلبه هو الإضاءة على أهمية تبيان الأسباب التي أدّت الى وقوع الإنفـــــجار بأسرع وقت بغية التعويض على المتضرّرين من قبل شركات التأمين.

 

في بلد يتمّ فيه إيقاف قاضٍ عن عمله “بتهمة النزاهة”، هناك أشخاص في سدّة المسؤولية لا يدركون أن انفـــــجاراً بحجم جريمة ضد الإنسانية يحتاج الى نظام خاص بالتعويض قد يلامس الوصول الى تعويض عادل للمتضررين والخشية من أن لا يقارب هذا التعويض أبداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!