حصنوا بيوتكم السرقات آتية

هواجس كثيرة تلاحق اللبنانيين عند الحديث عن رفع الدعم والبدء تدريجيا في مرحلة انفلات الاسعار وارتفاعها الجنوني وفقدان الدواء والمحروقات من الاسواق أو الحصول عليها بأسعار خيالية أكبر من ورقة لا قيمة لها في جيوبنا.

في البيئات الفقيرة تنشط كل المحرمات، يتحول الحي أو الشارع أو البلدة الى قنبلة موقوتة معدة للانفجار في أي لحظة وصاعقها في يد من يدفع أكثر ليطعم الطفل والمُسن، وسط غياب تام لدور الدولة بصفتها الراعية لحاجات الناس.

وسط كل ما يحصل تتخوف مصادر أمنية من موجة سرقات جديدة وواسعة نتيجة رفع الدعم المنتظر من قبل الدولة وبغياب السياسة البديلة لهذه الخطوة والتي تكمن بالبطاقة التمويلية أو ما يعادلها من خطوات ملموسة لدعم الطبقة الفقيرة التي تتسع رقعتها في لبنان.

ويؤكد أكثر من مصدر أمني أن كل منطقة لبنانية ستواجه صعوبات بالاستمرار بتأمين الضرورات الحياتية من خبز ودواء ومحروقات، ما قد يدفع القرى والبلدات الى اتخاذ التدابير الامنية الخاصة وقد تلجأ الاحزاب الى فرض الامن الذاتي في بعض الاحياء في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

وهذا الواقع لم يعد أمرا نظريا، فالاحزاب جهزت نفسها لهذا السيناريو منذ أشهر وتم تدريب عناصر لهذا الغرض وبكامل عتادهم العسكري، ولكن ثمة مخاوف من اعطاء تلك السرقات أو الجرائم المتنقلة أبعادا طائفية

لاسيما وان بعض البؤر الاكثر فقرا موجودة في أماكن محددة ومختلطة ما يثير نعرات طائفية في حال وصلنا الى فوضى الامن وعسكرة الشارع.

وتظهر الاحصاءات الاخيرة ارتفاعا كبيرا في جرائم السرقات والقتل وصلت الى 150% في الاشهر الثلاثة الاخيرة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير مقارنة مع السنة الماضية حيث كان عدد من الشركات لا يزال يعمل،

أما اليوم فالعديد من المؤسسات أقفل أبوابه حتى المصارف استغنت عن مئات الموظفين لديها، أما الشركات الصناعية فتهدد اليوم بالتوقف عن العمل لأن الصادرات قد تتوقف لاسباب سياسية باتت معروفة.

من هنا فان العائلات الاكثر فقرا ستشمل حتى الموظفين في القطاع العام الذين بات راتبهم لا يتعدى المئة دولار على سعر صرف الدولار.

كما تبدي المصادر الامنية خشيتها من ارتفاع الجريمة المنظمة التي تقودها عصابات ومافيات تنشط على خط لبنان وسورية ولديها كل التسهيلات اللوجستية لتقوم بذلك وهذا ما يؤرق الاجهزة الامنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!