هذا ما فعلته الضائـــــ.ــقة الاقتصادية… ثمن العـــــ.ــمالة 100دولار

على رغم الإمكانات المحدودة والضائقة الإقتصادية التي تعاني منها عناصر القوى الأمنية، من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن الدولة،

 

فإن ما قامت به شعبة المعـــــ.ــلومات مؤخرًا لجهة كشف شبكات التـــــ.ــجسس الإســـــ.ــرائيلية وخلايا إرهـــــ.ــابية عدّة في مناطق عدّة، يُضاف إلى الإنجازات الكثيرة التي تحققها مختلف الأجهزة الأمنية في مجال الأمن الإستباقي،

 

وذلك من خلال التنسيق التام القائم بين هذه الأجهزة عبر تبادل المعلومات وتقاطعها والتخطيط الدقيق لعـــــ.ــمليات التنفيذ، التي تأتي بحرفية عالية، وإن حاول البعض إستثمار هذه الإنجازات لغايات شخصية.

 

وعلى رغم إصرار البعض على بث أجواء مثيرة للجدل عبر الشائعات المغرضة حول هشاشة الوضـــــ.ــع الأمـــــ.ــني، فإن المسؤولين الأمنيين يجمعون، على حدّ سواء، على أن هناك قرارًا داخليًا  بمنع حصول فوضى في البلاد،

 

مع إستغلال بعض الجهات الخارجية التي تتربص بلبنان شرًّا الوضع الإجتماعي الذي يعيشه اللبنانيون.

 

وهذا الحرص الداخلي يلاقيه قرار خارجي على أعلى المستويات بضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمني الداخلي، بحدّه الأدنى، لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية عدة من ضمنها تمرير الانتخابات النيابية،

 

خصوصًا أن تعميم الفـــــ.ــوضى في لبنان سيؤّثر حتمًا على المفاوضات الجارية في الأقليم، سواء في فيينا بالنسبة إلى الإتفاق النـــــ.ــووي، أو على صعيد المفاوضات بين الرياض وطهران على خلفية إيجاد تسوية ما لحـــــ.ــرب اليمن.

 

ولأن ثمة قرارًا دوليًا بعدم ترك لبنان ينازع وينـــــ.ــهار كليًا، أو أن يكون لقمة سائغة في افواه الطامعين والطامحين، وإن إختلفت الوسائل والأساليب والأهداف بين هذه الجهة أو تلك، فإن الدولة بأجهزتها السياسية والأمنية تحاول،

 

وبقدر ما تسمح به الإمكانات المتوافرة، التشديد على ضرورة التشدّد في إتخاذ التدابير الأمنـــــ.ــية الضرورية في مختلف المناطق اللبنانية وقطع الطريق على الذين تسّول لهم أنفسهم الإصطياد في المياه العكرة،

 

وذلك عبر مكـــــ.ــافحة الجـــــ.ــريمة الاجتماعية في الداخل، ومواجهة الخـــــ.ــلايا الإرهـــــ.ــابية والملاحقة الاستباقية لشبكات التجـــــ.ــسس الإســـــ.ــرائيلي.

 

وعلى رغم صعوبة الظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر بها لبنان، فإن ثمة قناعة لدى الجميع، سواء في الداخل أو في الخارج، بأن الوضع الأمنـــــ.ــي الداخلي ممسوك وهو لا يزال تحت السيطـــــ.ــرة،

 

في إنتظار الخطوات الميدانية التي ستقوم بها الحكومة على صعيد التخفيف من الضائقة الإقتصادية والإجتماعية عن طريق إقرار موازنة  متوازنة قدر الإمكان والتهيئة اللوجستية للعملية الإنتخابية.

 

إلاّ أن ما لفت أكثر من مصدر ديبلوماسي مراقب المعلومات المسرّبة عن مسار التحقيق مع شبـــــ.ــكات التجـــــ.ــسس لصالح العدو الإسرائيلي، والتي كشفت أن معظم الذين جندّتهم أجهزة مخـــــ.ــابرات العـــــ.ــدو هم أولًا من مختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف الطوائف،

 

وثانيًا أن هؤلاء “المجندّين” أو العملاء يتقاضون مبالغ زهيدة مقابل ما يقدّمونه من معلومات للعـــــ.ــدو، وثالثًا أن معظم الذين تم التحـــــ.ــقيق معهم لم يكونوا على علم بالجهة التي يتعاملون معها.

 

وفي إستنتاج أولي لهذه المصادر الديبلوماسية أن الضائقة الإقتصادية الخانقة هي التي تدفع الكثيرين من الشباب اللبناني إلى التفتيش عن “رزقهم” بكل الوسائل، وإن كانت ملتوية وتضرّ بمصالح لبنان، حتى أن بعض هؤلاء يرضون بأن يتقاضوا نحو مئة دولار في الشهر لقاء تعاملهم مع العـــــ.ــدو،

 

مع ما لهذا التعامل من مفاعيل وتأثيرات على الوضعية الأمنية الداخلية، والتي يمكن أن يستفيد منها العـــــ.ــدو من خلال أي عمل تخـــــ.ــريبي. فالهدف ليس “التعامل” مع العـــــ.ــدو بقدر ما هو اللجوء إلى أي وسيلة، مشروعة كانت أم غير مشروعة، لتأمين ما يحتاجون إليه.

 

وهذا القول ليس تبريرًا لأي تعامل مع أعداء لبنان. فلا شيء يبرّر التعامل مع العـــــ.ــدو، سواء أكان هذا المتعامل مغفّلًا أو مغررًا به، أو عن سابق تصوير وتصميم.

فشباب لبنان اليـــــ.ــائسون والبـــــ.ــائسون هم مشاريع إمّا هجـــــ.ــرة قسرية، ولو عن طريق ركوب أمواج البحر الخطـــــ.ــرة، وإما عملاء مع العـــــ.ــدو أو متعاملين ومنـــــ.ــخرطين مع المنظـــــ.ــمات الإرهـــــ.ــابية.

 

أمّا من قرر منهم البقاء في وطن ينـــــ.ــهار أمام أعينهم فلهم الساحات، ولهم صناديق الإقتراع… علّ وعسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!