هل يخرج نور الفيحاء من الجوارير لإنارة طرابلس

صحيح ان لبنان ليس بلدا منتجا ، لكن شعبه منتج للافكار والاختراعات، لان الحاجة أم الاختراع، كما انه ماهر في ايجاد البدائل،

 

وفي ظل عجز الدولة عن تأمين مقومات الحياة من كهرباء وماء وارتفاع اسعار المازوت في السوق السوداء،

 

حيث وصل سعر العشرة ليترات منه الى خمسمائة الف ليرة اضطرت الوف العائلات الى الاستغناء عن الاشتراكات بعدما وصل سعر «الامبير» الواحد الى اكثر من مائتي الف ليرة، ما يعني ان حاجة البيت اقله ٣ «امبير»،

 

في هذه الحالة يلزم رب الاسرة الى دفع اكثر من خمسمائة الف ليرة ليحصل على ست ساعات تغذية فقط، اضافة الى ساعتين من كهرباء لبنان خلال الاربع والعشرين ساعة يعني انه ضمن ٨ ساعات كهرباء.

 

لكن الكـــــارثة الآتية، ان فصل الشتاء على الابواب وساعات الليل اطول من النهار، والبرد القارس يمنع المواطنين من الخروج من منازلهم كما جرى في فصل الصيف الحار.

بسبب هذه الازمـــــة اتجه عدد من المواطنين الى البحث عن البديل، فاتجه البعض الى شراء بطارية وشاحن والعمل على تمديد المنازل بها مع تركيب «لمبات» في كل غرفة وتصل كلفتها بين ٢٥٠ و٥٠٠ دولار حسب قوة البطارية.

 

هنا تكمن المشكلة الجديدة، ان هذه الوسيلة الجديدة لانارة المنازل في الشتاء لا تكفي وحدها، لانها لا تشمل التدفئة ، وفي حال اتجه المواطنون الى التدفئة عبر قارورة الغاز، كذلك هذه المادة مفقودة في الاسواق،

 

وفي حال وجدت في السوق السوداء فان سعرها يتراوح بين ٢٥٠ الف و ٣٠٠ الف ليرة لبنانية، وحتى سعر الفحم والدق وصل الى خمسين الف ليرة للكيلو الواحد.

 

اما المشكلة الحقيقية في البطارية والشاحن، فمن استطاع اليها سبيلا، لان سعرها بالدولار الاميـــــركي، وان عشرات الاف العائلات في طرابلس وضواحيها تعجز عن شرائها وستكون متوفرة للميسورين فقط.

 

يوم امس، وقع تصريح الوزير السابق ريمون غجر ثقيلا على المواطنين عندما ادلى بتصريحه حول الغاز المصري حيث قال «الغاز المصري سيصل فقط الى معمل دير عمار وهو سيزيد التغذية الكهربائية الى 4 او 5 ساعات» ،

 

ما يعني ان امل اللبنانيين بزيادة ساعات التقنين الى اكثر من عشر ساعات تبخر،

 

مما يعني ان العتمة ستكون ضيفا ثقيلا في فصل الشتاء وعجز المواطنين عن شراء البطارية والشاحن سيفسح المجال لاصحاب المولدات بالمزيد من الاستئثار برفع الاسعار حسب مزاجهم.

 

وكشفت معلـــــومات خاصة ان اغلبية اصحاب المولدات يحصلون على حصصهم من المازوت، حيث تصل الصهاريج الى مكان خزاناتهم وتفرغ حاجتهم،

 

ومن ناحية ثانية يقوم هؤلاء ببيع جزء من حصتهم في السوق السوداء لجني الارباح الهائلة،

 

والمواطن وحده الخاسر في هذه الحالة لان العتمة والبرد هما رفيقته الدائمة.

 

ودعت اوساط طرابلسية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمبادرة في انقاذ مدينته، طالبة منه ان يضع مشروعه « نور الفيحاء « في سلّم اولوياته،

 

فيخرجه من «الجوارير» ويسرع في نقله الى حيز التنفيذ، وتقول هذه الاوساط ان ليس من حجة بعد اليوم يمكن اللجوء اليها بعد ان اصبح رئيسا للحكومة،

 

ولذلك يتوقع الطرابلسيون ان ينجز هذا المشروع بانارة مدينته الغارقة في العتمة، وفصل الشتاء سيكون صعبا في حال استمر التقنين المزدوج كهرباء ومولدات.

 

وتلفت الاوساط الى انها في حالة ترقب لترى ماذا يمكن أن يقدمه ميقاتي لمدينته بعد سنوات الحرمان والاهمال

 

دموع الاسمر : الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!