وزير الدفاع: قائد الجـــ.ــيش يتجاوز صلاحياته وقد اطلب إقالته

الخـــ.ــلاف بين وزير الدّفاع موريس سليم وقائد الجـــ.ــيش جوزيف عون لا يزال مُحـــ.ــتدماً. كلّ الوساطات التي طُرحت لحلحلة الأمور بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود. فعلياً، هي العصـــ.ــي التي وضعت في الدواليب من قبل الطرفين، حتّى صار «المشكل» أمراً واقعاً تظهّر بتكليف كل منهما ضابطاً لتسيير أعمال المفتشيّة العامّة في الجـــ.ــيش بعد إحالة المفتش العام اللواء الركن ميلاد إسحق إلى التقاعد.

ولن يكون آخر الخـــ.ــلاف إصدار عون قراراً بفصل العميد منير شحادة مديراً عاماً للإدارة في وزارة الدّفاع خلفاً للواء مالك شمص الذي يُحال على التقاعد في 3 شباط المقبل. في الحالتيْن، قرارا الفصل غير نافذين بالمعنى القانوني لأن قرار التشكيل يبقى بيد وزير الدّفاع. والأخير يتمسّك، في المقابل، بعدم قانونيّة قرارات الفصل الصادرة عن قائد الجـــ.ــيش.

يُمسك وزير الدفاع بالمرسوم 2790 ليتلو المادة الثانية منه التي تؤكّد صلاحيته بتكليف رؤساء المفتشيات وحتّى المجندين في المؤسسات التابعة لوزارة الدّفاع، والتي «يُنقلون منها وإليها بقرارٍ من وزير الدفاع الوطني».

وعليه، يعتبر سليم في حديث لـ«الأخبار» أنّه «ليست لعون صلاحية، بل إن ما يفعله هو تسلط على قرارات وزير الدفاع الوطني وهو يتـــ.ــعدّى حدوده. أداؤه لا يتناسب مع الموقع الذي يشغله وهو أداء غير مسبوق، إذ لم يسبق لقائد للجـــ.ــيش أن قام بما يقوم به»، مضيفاً: «صحيح أننا في حالة شلـــ.ــل، ولكن ممنوع على أحد كائناً من يكون أن يقوم بما يقوم به قائد الجـــ.ــيش، بل من المفروض عليه أن يحفظ حدوده».

لوزير الدّفاع وفق ما يقول، خطّة «في حال استمر قائد الجـــ.ــيش في التسلّط في قراراته واعتبار نفسه فوق سلطة الوزير. سأشهّد السلطة السياسية على ما يقوم به، وقد بدأت بذلك قبل الذهاب إلى علاجاتٍ أُخرى»، كاشفاً أنّ الأمر قد يذهب حد «التوجّه إلى مجلس الوزراء لأُطالب بإقالة قائد الجـــ.ــيش، وإن كنت لا أعلم ما إذا كانت لدى حكومة تصريف الأعمال في ظل الشغـــ.ــور الرئاسي القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار».

وشدّد سليم على «أنني وزير سلطة ولستُ وزير وصايـــ.ــة. وبالتالي لديّ السلطة الكاملة على المؤسسات التابعة للوزارة والمستقلّة عن المؤسسة العسكـــ.ــرية، حتّى أن ضبّاطها مفصولون من الجـــ.ــيش إلى هذه المؤسسات».

ويؤكّد سليم أنّ «شحادة من الضبّاط الأكفاء في المؤسسة، لكن الإشكالية هي في قرار قائد الجـــ.ــيش الذي يتصرّف من خارج القوانين. إذ قام بفصله من دون مراجعتي.

وكما تمنّعت عن إصدار قرار بتسيير أعمال المفتشية العامّة لمصلحة العميد جرجس ملحم الذي فصله قائد الجـــ.ــيش، سأمتنع عن إصدار قرار بتسيير أعمال المديريّة العامّة للإدارة لمصلحة شحادة، فأنا لا أعمل بمعيارَين. قرارا فصل شحادة وملحم بالنسبة لي بحكم غير الموجودين».

وكشف أنه في صدد تكليف ضابط ثانٍ لتسيير أعمال المديريّة من خلال اختيار أعلى ضابط في المديريّة بعد إحالة شمص على التقاعد بغض النظر عن طائفته باعتبار أنّه قرار صادر من وزير الدّفاع بتفويضه لإدارة الأعمال وليس مُعيّناً بمرسوم صادر عن مجلس الوزراء حتى يكون شيعياً».

وعن إمكانيّة توقّف ميزانيّة الجـــ.ــيش، أكّد سليم «لن تكون هناك مشكلة. ولن أترك الجـــ.ــيش من دون رعاية ومن دون تأمين حاجاته».

وعمّا حصل في المفتشيّة، قال إنّ تعيينه للعميد ملحم حداد بعد إحالة اللواء ميلاد إسحق على التقاعد «أمر طبيعي ومن دون أي خلفيّات، فهذه صلاحياتي وأنا قمتُ بتعيين الضابط الأعلى رتبة بغض النظر عن طائفته بناء على توصية من إسحق بعد ظهر 29 كانون الأوّل الماضي، لكنني فوجئت بأنّ ملحم عاد إليّ مع بداية العام الجديد ليُخبرني بأنّ قائد الجـــ.ــيش وضعه بالتصرّف وهذا أمر لم يحصل سابقاً في المؤسسة العسكـــ.ــريّة، بعد أن كان قد قام عون صباح اليوم نفسه (29 كانون الأوّل) بفصل العميد جرجس ملحم إلى المفتشيّة من دون مراجعتي أو علمي بالأمر».

وأكّد أنّه «لا يجوز لقائد الجـــ.ــيش أن تكون لديه سلطة استنسابية على المؤسسات المستقلة عن الجـــ.ــيش، وأن يقوم باتخاذ قرارات فصل.

لوزير الدفاع فقط الحق في اتخاذ القرار والتشكيل».

لينا فخر الدين_ الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!