الطموح الفرنســـــي في لبنان قبل التـــــسويات الكبرى

في الساعات الاخيرة كثرت التسريبات التي تحدّثت عن ضغوط فرنســـــية وامـــــيركية على خطّ تشكيل الحكومة، واللافت أن هذه الضغوط تهدف الى تأمين الأرضية من اجل البدء بالمسار الإنقاذي للبنان.

 

من هُنا يُطرح سؤال أساسي حول سبب الاهتمام الفرنـــــسي بشكل خاص بولادة الحكومة وفي هذا التوقيت بالذات.

 

مما لا شك فيه أن فرنسا تطمح، وقبل حصول أية تطورات في المنطقة سواء بين الولايات المتحدة الامـــــيركية وإيـــــران او بين إيـــــران والمملكة العربية الســـــعودية،

 

بالوصول الى تسوية وإن كانت آنية في الساحة اللبنانية، لتضمن بذلك موقعها السياســـــي في لبنان،

 

الامر الذي سيمكّن الادارة الفرنســـــية الحالية من تسويقه في الداخل الفرنســـــي بهدف الاستثمار الشعبي والتأكيد على أن فرنســـــا لا تزال قوّة اقليمية ودولية لا يُستهان بها.

 

بالاضافة الى ذلك فإن عملية التشكيل، قبل التسويات الكبرى، ستضمن لفرنسا موقعها في لبنان ونفوذها الاقتصادي فيه،

 

وهذا ما سعت للقيام به أيضاً في العـــــراق من خلال استثماراتها بالتوازي مع تحسّن علاقتها بشكل لافت بالايرانيـــــين.

 

ووفق مصـــــادر  متابعة، فإن فرنســـــا مارست ضغوطاً جديّة على الولايات المتحدة الاميـــــركية من أجل وضع لبنان على مسار الحلّ في إطار التســـــويات والحلول،

 

لأن الفرنسيـــــين يرون أن التراخي في مسألة الدعم الدولي سيؤدي حتما الى الانهـــــيار الكامل،

 

إذ ان لبنان لن يستطيع الصمود حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة وهذا ما كانت تتمناه الولايات المتحدة الاميركـــــية وتسعى اليه كي تستطيع تحويل هذه الضغوط السياســـــية الى نتيجة عملية تترجم في صناديق الاقتراع.

 

بات معلوماً أن باريس تستشعر خطـــــراً جدياً من تداعيات الانـــــهيار لا سيما على المستوى الامـــــني، اذ من المتوقّع حصول موجات هجرة واسعة للنازحين السورييـــــن واللاجئين الفلسطينـــــيين الى الشواطىء الاوروبـــــية،

 

الامر الذي بدأ يلوّح بخـــــطر أمنـــــي نظراً لوجود بعض المجـــــموعات المتـــــشددة التي تسللت سعياً للوصول الى اوروبا تحت الغطاء الانساني.

 

امام هذا الواقع ثمة اندفاعة لدى الفرنســـــيين اكثر فأكثر باتجاه السعي لتحقيق استقرار سياســـــي في لبنان من خلال تشكيل الحكومة ومن ثم البدء بعملية الانقاذ من خلال المساعدات العينية والمالية للحكومة الجديدة،

 

الامر الذي يبدو من المتوقع حصوله، خصوصا وان المناخ العام بات مناخا تسووياً بامتياز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!